قصيدة : باعوا القضية.. للشاعر الجزائر ي الحسن الواحدي
بَاعُوا الْقضيَّـةَ .. صَدِّقِِ الأخبـارَا
وتبادلوا من بعْدِهـــــا الأدْوَارَا
هَـذا يصوغُ بيانَهُمْ ببلاغـــةٍ
تسبي العقولَ وتَسحـرُ الأفكـارا
وَيرتّب الكلمـاتِ في جُمَل .. وذا
يحني الرؤوسَ ويُخْمِدُ الثوّارا
ما عاد في عَرِبِ الزّمانِ معارضٌ
فجميعُهُمْ لا يعرفُ الإنْكـارا
من قاتلَ المحتلَّ أصْبحَ كافرًا
وأقلّـهُ أنْ يشبه الكفّارا !
حتى صلاح الدّين أفتوا أنـهُ
رأس الضّلالِ وأدخلوهُ النّارا!
الرافضون لصفقة القرن التي
قدْ أعلنوا لنْ يدخلوا الأسوارا
الأشقرُ المغرورُ أعلنَ حكمـهُ
والحاضرون يصفقون مرارا!
القدسُ صارت لليهودِ مدينةً
أبديّةً والأمرُ صيغ قرارا!
ممن يخافُ اللصُّ حين يقودهُ
أهلُ البلادِ ويفتحون الدّارا؟
أهل المنابر والعمائم أجمعوا
أنَّ اليهودَ هم الأحقُّ جوارا !
وتقاسموا الأربـاحَ فيما بيْنَهُـمْ
وَتفاهموا ليدنّسوا الأطهـارا
كي تخلو السّاحاتُ من متظاهرٍ
يأبى الهوان ويرفضُ الإقرارا
هل هؤلاء من النبيّ محمّدٍ
والصّخْرَةُ الشمّاءُ لن تنهارا
يا قدْسُ في دمنـا تهبُّ عواصفٌ
والْحاكمونَ تريدُهـا تتوارى !
يأبون أنْ تهب الشعوبُ حياتَهـــا
لكِ أوْ تعيـدَ المسجد المحتارا
اللهُ لا يخزي النبيّ محمّدًا
وعلى ترابكِ كرّمَ الْمختارا