عَلَى مَوَانِئِ الرَّمَادِ..تَتَجَلَّى الرُّوحُ لِلْمِهَادِ..تُعَرِّي أَيَّامَنَا الْخَوَالِي
مِنْ مَاضِيَاتِ الظَّبِيَّاتِ الْمُتَصَادِيَةِ .
بَيْنَ نُقُوشِ الْعَذَارَى..سُدَاسِيَّاتٌ..تُكَمِّمُ أَفْوَاهَ جُثَثِ نَسَائِمِ الصَّبَّا بَعْدَ تِلَاوَة..وَصَايَا خِلَافَةِ الْإِرْتِيَادِ..لِتَنْمُو الْفَوَائِحُ فِي جَحِيمِ أَفَاعِي الْبِعَادِ..
وَجِمَارُ الْلَّهِيبِ..مَا زَالَ يِتَصَدَّقُ..بِنَارِ الْجَفًى..مَازَالَ يُلَوِّنُ نِفَاقَهُ..
يُرَتِّقُ فَيْرُوسَهُ..يُغَطِّي الْقَيْحَ الْمُرَاقَ عَلَى أَثْدَاءِ الْعَفَافِ..بِكُلِّ إِتِّقَادِ..
آلَ صَبْرِي..كَيْفَ لَلْفَحَّامِ أَنْ يَزْرَعَ الْأُقْحُوَانَ وَ يَجْنِيَ الزَّهْرَ وَ شَقَائِقَ النُّعْمَانِ..
كَيْفَ لِلْحَدَّادِ أَنْ يَصْنَعَ مِنَ الْوَرَقِ الْأَبْيَضِ..جِنَانًا بَدِيعَةً..يَفْدِيهَا بِالْفُؤَادِ ..
عَلَى شِفَارِ السُّيُوفِ..تُلَحَّنُ خُرَافَةُ الْمُنْتَصَرِ وَ تَُعْزَفُ دُفُوفُ مَسِيرَةَ الشُّهَدَاءِ..تَحِيَّةً لِلْأَجْدَادِ..
أَسْمَاءٌ..عَاشَتْ مُنَعَّمَةً بَعْضَ الْعُمْرِ..تَلْتَصِقُ بِكَرَاسِي الْقِبَابِ.. أَعْدَاءٌ..مَضَوْا وَ تَوَلَّوْا..بَعْدَ أَنْ كَانُوا يُشْعِلُونَ مُجَاهَرَةَ أَعْوَادِ الثِّقَابِ..مِنْ لِحَاظِ أَمْرِ السُّهَادِ..
وَ مَوْتُ الدُّنَا..يَأْسُرُنِي..يُلْزِمُنِي..تَرْمِيمَ ذَاتِي..إِسْتِغْفَارَ زَلَّاتِي..عَصْرَ تَحْرِيرِ مَقَالَاتِي..بَيْنَ لَحَظَاتِ الصَّحْوَةِ وَ أَنَّاتِ الرُّقَادِ..
يَكْتُبُ أَرَسْطُو..لِيَعْرِفَ حَيُّ اِبْنُ يَقْضَانَ..أُسْطُورَةَ فَارِسِ الْفُرْسَانِ ..صِدْقَ الذِّئْبِ وَ كَذِبَ الْإِخْوَانِ..عَهْدَ الْحِدَادِ..
لِأَسْقُطَ..ذَاتَ صَبَاحٍ..مِنْ سَمَاءِ عَبَّاسِ اِبْنَ فِرْنَاسَ..بَعْدَ مُدَاعَبَةِ حُلْمَ التَّحْلِيقِ..بِجِلْبَابِ التُّوكْنُولُوجِيَا بِكُلِّ دِيمُقْرَاطِيَّةِ شَارِبًا خَرُّوبَ الْمُورْفُولُوجِيَا..عَلَى صُرَاخٍ وَ نَوَاحِ الْإِنْقِيَادِ..
هِيَ رِسَالَتِي..عَلَى طَبَقِ الْهَوِيَّةِ الْمَوْؤُدَةِ لِلنَّفَاذِ..بَيْنَ لَيْلٍ مُدْبِرٍ وَ صُبْحٍ مُتَعَكِّرٍ..لِجِنْسٍ مِنَ عِبَادٍ ..دَاوَمُوا رَقْصَ السَّاحِرَاتِ ..
مَنْ فََرَّقَتْهُمْ بِالْإِكْرَاهِ..عَنِ الدِّيَارِ ..مَنْ أَلْبَسَتْهُمْ بِالْإِلْزَامِ.. عُقُودًا..هُولْيّودِيَّةَ الْأَصْفَادِ..وَ النَّجْمُ عَنْهُمْ..مَازَالَ يُنَاجِي رَبَّهُ.. “إِلَاهِي..لَا تَذَرْنِي فَرْدًا فَمِنْكَ الرَّشَادُ..”
عماد الدين التونسي