عبدالباسط الصمدي أبوأميمه
اليمن
أماه يانبع الحنان سبع سنين مضت
و سبع أخر تكاد تنقضي و أنا لازلت
أنحت في الصخر لكي أسد الفراغ
بغيابك يا أمي أضحى العالم قاسي
و الخرائط كلها لا تتسع شوقي
أماه يا نبع الحنان
كثيرون الذين سقطوا من قلبي
و ما عاد بالقلب شريان
إلا و فية رمية بجمر و لامكان
إلا و سقط منه دمع مودعا
لسنوات طوال أوجعنا الدهر
و علقنا في العتمة طوال الليل
من بعد الفرحة ما دارت بنا
خدعتني ابتساماتهم يا أمي
فرشت لهم قلبي و تركت
حساب الحب جاريا و لهم تركت
خطوط القلب مفتحة الأبواب
حسبت أيامنا كزمان
و عددتهم في الظلمة إخوة
خدعتني ابتساماتهم يا أمي
حسبت أقوالهم أفعالا
و عددتهم بين نجوم الليل نجوما
بغيابك يا أمي صرت أنا و الحزن
كفرسي رهان فاستدمعت سحابة قلبي
و تمزقت خطوط القلب كلها
و صرت حزينا يا أمي كقلب لم
يمر عليه أحد كبرت يا أمي
و لازالت عين قلبي تبكيك
يا قرة العينين يا أمي و قلبي
الذي كان بقربك لثلاث مرات
يعانق الفرح إذا ما قلت يا أمي
أضحى حزينا كحال تلك الوردة
الحمراء التي لم يلمسها أحد
كبرت يا أمي و شاب رأسي و شيب
حتى صار الحزن أكبر من زمان
كسرت ظهري بغيابك يا أنس قلبي
أن أبكيك طوال العمر ما وفيت
حقك يا قرة العينين يا أمي و أثرك
في جسدي يذكرنا بك باستمرار
فأنام الليل و دمع لا يكفكف يا أمي