محمد عبدالله
في عُجالةٍ فكريَّةٍ .. كانت قصيدتي تتهيَّاُ للقاءٍ عابرٍ على أطراف الأمل ، كانت سافرة مثلي .. فكل الشُّعراء عراة في هذا الزمن الكافر.
تماسكي أيَّتها القصيدة ولاتعتلي سلالم اللحن ، فنشيد الموت وحده يصرخ في هذا الخراب ، تمرَّدي على حوافِّ الشُّطور وكُفِّي عن امتطاء زحافات القصيد …..
قصيدتي تلك المسكينة : خلعت حجابها عن قناعةٍ ، بعد أن عرفَتْ كيف يكون للريح ألف أرجوحةٍ وحكاية … وكأنَّ الربيع يشي لها بسرمدية المشهد ، فتعتلق شهد المجاز …. قصيدتي تلك الصَّبيَّة التي لايمُرُّ بثوانيها الدهرُ … لها قلب أمي وأصابع بُنيَّاتي الصغيرات … لقد أتعبني تحليقها الدائم في عوالم أحزاني وكأنها لم تعش الفرحَ يوماً … وُلِدَتْ يتيمةً مثلي وتلمَّسَتْ دربها في متاهات مدينة خاليةٍ إلاّ من الفاسدين والسكارى ، يمرُّ بها كلُّ المقهورين صباح مساء ، فتعود لتنسجَ حكاياهم أغنيةً للشَّمس على وترٍ حزين ….
تلك الفينيقية التي ماتعبتْ من الإبحارِ يوماً ، تكتشف كلَّ يوم كم نحن عاجزون عن مجاراتها بالبوح ………
لاشيء يستحق أيتها القصيدة أن تلبسي من أجلهِ ثيابك الفاخرة ، أو فستان عرس …
فلقد وُلدتِ لتكتبي مقتل هابيل على يد قابيل ألف ألف مرةٍ ومرة .
محمد عبدالله