محمد حمدان ·
ملاحظة :
(آثرت أن أتوقف عن النشر خلال اسبوع الانتخابات )
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
4— الفرص الضائعة (بين التقصير والقصور في الرؤية) .
أ — مساكن تحت تصرف الاتحاد :
طرحنا على رئاسة اتحاد الكتاب العرب قبل نهاية الألفية الفائتة ان تسعى إلى تملك العديد من الشقق السكنية في دمشق وان تضعها تحت تصرفها ، كأن تخصص هذه الشقق — بصورة رئيسية — لأعضاء المكتب التنفيذي ” المحتملين” من غير المقيمين في العاصمة ، فقد لاحظنا منذ زمن أن عضوية المكاتب التنفيذية تقتصر على الدمشقيين — أعني المقيمين فيها — وأن بعض الكفاءات من المحافظات الأخرى تمتنع عن الترشح للمكتب التنفيذي لعدم توفر السكن من ناحية ، ولغلاء الأجور من ناحية أخرى ، مما لايستطيع تحمله القادمون مجدداً إلى دمشق ؛ / وكان ضيق ذات اليد يحول دون ذلك كما تقول رئاسة الاتحاد /. وحين تم توزيع قطعة ارض في ضاحية قدسيا على الجمعية السكنية الخاصة بالاتحاد افترضنا أن الأمر بات ممكناً ، ووعدت الرئاسة بالنظر في الأمر ، ثم تبين لنا مع مطلع هذا القرن ان البيوت كلها مكتتب عليها من قبل الأعضاء (!) . وتشاء
المصادفات ان يضطر بعض الزملاء إلى بيع اكتتابهم لأن الجمعية طالبتهم بمبالغ تفوق قدرتهم وامكانياتهم ، وقد عرضوا التنازل عن ” بيوتهم” لمن يعطيهم ماكانوا دفعوه ليس غير . ومجدداً طرحنا الأمر على رئاسة الاتحاد ، وكانت المبالغ متوفرة ، والجمعية السكنية جمعيتنا ، والسكن يخصنا ، ولكن رئاسة الاتحاد ” ميعت” القضية بشكل أو آخر … وضاعت الفرصة ( ثمن البيت كان بحدود مليون ونصف ليرة سورية ، أما الآن فالأرقام فلكية) . ولا بأس من الإشارة هنا إلى أن الزملاء الذين فازوا بعضوية المكتب التنفيذي — فيما بعد — من غير المقيمين في دمشق قد اضطر بعضهم إلى اتخاذ مكاتبهم النهارية أمكنة لمبيتهم ؛ ويالها من مشقة رفضها آخرون ! .
ب — الوديعة ومآلها :
يتألف مبنى اتحاد الكتاب العرب من سبعة طوابق ( بعد ان تحول السطح الذي كان مطعماً حمل اسم “الشرفة” إلى طابق مكاتب) ، وفي كل طابق بحدود (30) مكتباً / إنه مبنى ضخم / . وكان الاتحاد يشغل طابقين منه ؛ وقد تقرر تأجير الباقي . وهكذا عرف الاتحاد انفراجاً في وضعه المادي ، بل لقد تم توفير وإيداع مبلغ مئتين وخمسين مليون ليرة سورية في احد المصارف ، تلك هي الوديعة . وكان هناك حرص شديد من الجميع على عدم المس ِّ بها ، فهي ” قرشنا الأبيض ليومنا الأسود ” كما يقول المثل . وقد أضافت إليها قيادة الاتحاد الجديدة — في زمن لاحق — مبلغ مئة مليون ليرة أخرى وذلك قبيل اندلاع الحرب العدوانية الظالمة على سورية وفيها . وبعد اندلاع تلك الحرب الآثمة علينا ، ومن خلال الضغط متعدد الوجوه على بلدنا تأثرت عملتنا الوطنية ، وبدأت تضعف قدرتها الشرائية ، وقد طرحنا على رئاسة الاتحاد أن تستبدل مال الوديعة بعقارات في دمشق أو ريفها ، أو في أية محافظة أخرى ، خصوصاً في اللاذقية او طرطوس ، لكن رئاسة الاتحاد من خلال ذرائع مختلفة لم تقدم على أية خطوة في هذا الاتجاه مما جعل الوديعة تتآكل تباعاً وتتدنى قدرتها الشرائية إلى درجة التلاشي تقريباً . ومع أنه زيد فيها — أعني الوديعة — حتى اصبحت نصف مليار ، إلا ان كثرة أصفارها ترافق مع قلة ” قدرها” . وبطبيعة الحال فليس هناك من رقيب ولا حسيب .
ج—
وفي المثالين السابقين — وثمة غير ذلك — فإنه لايمكن ان نخص رئاسة الاتحاد بالعتاب او اللوم أو “الإدانة” منفردة ( مع أن مسؤوليتها هي الأكبر ) ، إذ لابد من مساءلة أعضاء المكاتب التنفيذية أيضاً . ومن المؤسف القول إن أغلب الزملاء في المكاتب التنفيذية كانوا عندما تسألهم عن مثل ذلك يتمسكنون ويخفضون رؤوسهم “ورعاً” مدعين أنهم لايملكون من القرار شيئاً ، لكن بعضهم يصبح أشرس من نمر عندما يتعلق الأمر بالمكاسب والمغانم والمصالح ، خصوصاً في الدورات الأخيرة حيث كثر “الإدام” وانفتحت أبوابه . ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض الاستثناءات ولو على قلة .
…….. يتبع ……….