مزاحم الكبع
ما أروعَ الصُّبحَ .. أحلاهُ .. وأجملَهُ
لمَّا شروقُكِ بالأنوارِ جمَّلَهُ
صباحِيَ اليومَ أضفاهُ وزيَّنَهُ
وجهٌ كبدرٍ بدا والحسنُ كلَّلَهُ
والحبُّ أنعشَهُ والشَّوقُ سوَّرَهُ
والبوحُ طرَّزَهُ والشِّعرُ ظلَّلَهُ
وحولَنا حطَّ عصفورٌ وصارَ يداعبُ
الهواءَ كأنَّ الضَّوءَ جلَّلَهُ
وراحَ في بركةٍ للماءِ شاهَدَها
يلهو ويسبحُ حيثُ الماءُ بلَّلَهَُ
أتَتْ بُعيدَ قليلٍ قربَنا جلسَتْ
حمامةٌ .. صمتُنا سحرٌ تخلَّلَهُ
وجودُها حبَّنا – في القلبِ – فسَّرَهُ
وشوقَنا دونَ أنْ نُبديهِ علَّلَهُ
هذا صباحٌ شهيٌّ ما لهُ شَبَهٌ
صُبْحٌ كأنَّ إلهَ الكونِ أرسلَهُ ..
كي يُسعدَ الروحَ في قربِ التي عشقتْ
فما أحيلاهُ مِنْ صُبْحٍ وأجملَهُ .