
رحلة إبداع
ربا الحمود: اعتقد اني محظوظة جداً بإنتاج نص يحمل توقيعي هذا العام
الكتابة الحمود : تحدث بعض السرقات الوقحة فالكاتب دائماً هو الطرف الأضعف في الدراما السورية
أماني الأكرمي
هي أم ومحامية وكاتبة في الأربعينات من العمر،كتبت فأبدعت،وأبهرت كل من نال شرف القراءة لها،إنها ابنة حمص العدية،وتحمل في نفسها صفاء ونقاء نهر العاصي،عملت كمحامية لفترة ضمن مصرف سورية المركزي إلى جانب عملها الصحفي في الصحف المحلية والمجلات العربية وانخرطت ضمن الجمعيات الخيرية التي تعنى بدعم الطفل والمرأة السورية وملامسة الواقع بكافة شرائحه وظروفه مما جعلها تفكر بطريقة لإيصال افكارها إلى جميع الناس ساعية لبث الوعي وحث المرأة على المطالبة بحقوقها وعدم السكوت عن العنف الجاري بحقها بحجة الأعراف والتقاليد،إنها الكاتبة ربا الحمود التي كان لنا شرف اللقاء معها وأجرينا الحوار التالي
كيف اكتشفت موهبتك في الكتابة؟ ومنذ متى قررت العمل فيها؟
ملامسة الواقع بكافة شرائحه وظروفه تجعلك تفكر بطريقة لإيصال افكارك إلى جميع الناس،والصحف والمحلات نادراً ما تصل أو تطالها البيوت وخاصة في زمن لايحترم القراءة وينبذ الكتب،لذلك كان لابد من التفكير بالشاشة الصغيرة،وكانت بدايتي مع أجزاء بقعة ضوء التي حذف منها اسمي أغلب الأحيان لكن مع ذلك كنت سعيدة حين أرى اللوحة التي لم تكن اكثر من صفحات صامتة وقد اصبحت حية ترزق بشخوص تتكلم وتعرض لتدخل البيوت وكانت من هنا البداية،كتبت خماسية ضمن عمل صرخة روح الجزء الاول ((خيانة خرساء))،والفلم التلفزيوني ((أم للبيع)) الذي حاز على نسبة مشاهدة عالية وتابعته أغلب البيوت السورية،وحصلت على منحة سينمائية ضمن المؤسسة العامة للإنتاج السينمائي بفلم قصير ((القبَار)) الذي شارك بعدة مهرجانات عربية وعالمية وحاز على جائزة افضل فلم يوثق الحرب في سورية بالصورة الحية والمباشرة بدون إجراء أي مونتاج على الصور،كما شاركت ضمن مهرجان إيراني بفلم سينمائي ((ساعة الصفر))،وتشاركت مع الكاتب مجد الماضي بعمل ((عطر المطر)) وتوقف تصويره لأسباب إنتاجية وتسويقية، ولدي عمل قيد التصوير ((أولاد الشر)) للمخرج ((طارق سواح)) وإنتاج شركة الرشاء الدولية حيث كان اسمه سابقاً أبناء الشيطان لكن تم تغيير اسمه لأسباب رقابية وسيعرض في رمضان القادم وهو عمل أقرب للبوليسي من بطولة المبدعة شكران مرتجى والممثل أندريه سكاف والممثل يحيى بيازي وعبير شمس الدين ونادين سلامة وآخرين وهو عمل سوري لبناني، وحالياً أعمل على نص يلامس المجتمع السوري لكن بعيداً عن الحرب السورية
هل تفكرين في كتابة رواية أو قصة أن أنك عاكفة على النص التلفزيوني؟
لدي مجموعتي القصصية التي لم أطبعها بعد وعلى وشك الانتهاء من روايتي ((عراب الفرح)) الكتابة الروائية أجمل حيث تنساب السطور ولديك هامش الحرية الأكبر في التعبير عن كل ما يجول بفكرك بعكس السيناريو الذي يحتاج إلى الكثير من الموافقات
ماهي المواضيع التي تتناولينها في كتاباتك ولماذا؟
أطمح في كتاباتي لكسر كل ماهو تقليدي،والاتجاه نجو الجرأة والصراحة والشفافية،وطرح وجع كل مواطن سوري ابتداء من العادات والتقاليد التي تقيدنا وانتهاء بالمصاعب التي تواجهها المرأة السورية من قوانين بالية ومجتمع ذكوري قبلي يستغل المرأة والرجل معاً باسم العيب والحرام والعادات والتقاليد فقوانين تبخس حقوق المرأة هو عنف أيضاً على الرجل بطريقة تجعله ظالماً ومتسلطاً بقوة القانون والمجتمع والتقاليد،وأطمح كما غيري من النساء لثورة في قانون الأحوال الشخصية لنحصل على قانون أقل ما يقال عنه يحترم المرأة كإنسان أولاً،والعائلة السورية بالمجمل الباب للدراما مفتوح على مصراعيه ولازال هنالك الكثير من الطروحات في المجتمع مما لم تتطرق إليه الدراما السورية،وخاصة الخوض في التفاصيل التي يعاني منها الجميع،لكن الخجل يحول دون الإشارة إليها أو المرور منها دون وضع يد اليد على الخطأ.
كيف توفق ربا الأم بين عالمها في الابداع وبين أمومتها؟
أن تكتب نصاً درامياً عمل شاق للغاية،فهو يعني أن تنفرد بنفسك،وأن تعتزل أسرتك،وأن تتبع مزاجيتك و تعيش شخوصك بظروفها وحالاتها النفسية،يعني أن تزيد جرعات الكافيين في جسدك كي تستطيع البقاء متيقظاً لما بعد الثالثة صباحاً لأن الأفكار و السطور في ذلك الوقت تنساب تلقائياً كجدول عذب
أن تكتب نصاً يعني أن تبتعد عن أصدقائك وتخف علاقاتك الاجتماعية ويعاتبك الجميع بحجة الغياب بما فيهم عائلتك وأهلك
ماهي العناصر التي يجب أن يتحلى بها الكاتب؟وكيف تختلف كتابة السيناريو عن أنواع الكتابات الاخرى
على الكاتب أن يتحلى بالقدرة على تقمص الشخصيات التي يرسمها على ورقه وإلا وقع في فخ تشابه الشخصيات،فكم من كاتب ونص جعلنا نشعر أن كل الشخصيات لديها ذات الفكر والروح وتتكلم بنفس الطريقة،فلا زلت أذكر أحد النصوص التي كانت فيه الفتاة البسيطة تتحدث مع الرسام المثقف نداً لند في الأفكار والطرح والرأي وتلك سقطة كبيرة
لماذا دائما يقترن اسم ربا مع كاتب آخر في الشارة؟وهل هناك كاتب(ة) تتمنين الكتابة معه؟
لم يقترن اسمي يوماً مع أحد بما يخص الكتابة لكن تحدث بعض السرقات الوقحة فالكاتب دائماً هو الطرف الأضعف في الدراما السورية وأنصح الجميع بتسجيل أي نص ولو كان حلقة واحدة ضمن دائرة حماية الملكية منعاً للسرقة واستغرب من يقوم بسرقة نص او فلم وهو يملك اخطائه الإملائية عبر صفحته الهزيلة على الفيسبوك،فحتى لو استطاع الخوض وإقناع البعض بأن مابين يديه هو نصه،لكن كيف سيتصرف عندما يطلب منه نص ما!!،هل سيبحث عن سرقة جديدة؟
بماذا تصفين تجربتك في الكتابة بعد هذه السنوات؟
ضمن الشح القائم في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي اعتقد اني محظوظة جداً بإنتاج نص يحمل توقيعي هذا العام،وضمن خبرتي عبر هذه السنوات أنا راضية عما وصلت إليه،وأطمح للمزيد واعتقد أن الغد سيحمل الأجمل والأفضل للجميع
هل شعرت يوما بأن قرار الانسحاب من المنافسة هو الحل؟
لست مع الانسحاب بأي امتحان أو تجربة غي الحياة،أنا أتمسك بمن أحب حتى آخر لحظة،ولا انسحب إلا حينما يموت حبي مما انسحبت منه،ولازلت حتى هذه اللحظة أعشق الكتابة وأتابع الدراما السورية بشغف، وأما عن المنافسة فاعتقد أننا حالياً لا نعيش منافسة شريفة فالبقاء لعلاقات العمل الأقوى لذلك الدراما تعيش أسوأ أيامها
بماذا تشعرين حين تجدين أحد الكتاب الناشئين وقد أتى بعدك قد سبقك باللحاق بالركب؟
لكل مجتهد نصيب وكل سيأخذ فرصته يوماً ما،ولا أفكر بمصطلح الكاتب الناشئ لأن من يقدم نصاً متكاملاً ومتقناً هو مبدع ولا علاقة بالوقت أو بالعمر،والمهم أن يكون عمله يستحق ان يقال عنه نصاً أمام بعض النصوص المخيبة للآمال التي نراها على الشاشة في الفترة الأخيرة
ماهو الحل برأيك لدعم الكتاب الناشئين والوصول بهم إلى ضفة النجاح؟
لا حل إلا بإنشاء قنواتنا الخاصة أمام محاربة الدراما السورية تسويقياً،فجهات الإنتاج العامة منحازة للنصوص لأسباب عدة لا أرغب بذكرها ولا يتم اختيار النص لديهم لجودته أو لاسم كاتبه بل لهم حساباتهم الخاصة والتي جعلتنا نصل إلى ما وصلنا إليه،واستغرب كيف يتم تجاهل هذه الصناعة السورية التي وصلت للعالمية في عام 2010 وتترك لتخبو وكأن شيئاً لم يكن لنترك مخرجينا وفنانينا الانخراط ضمن دراما أخرى،اليوم نحن نفرغ احتياطي مبدعينا في شاشات ليست لنا وبأفكار لا تشبهنا للأسف.