من هي ريتا بربارة؟
ريتا بربارة من مواليد حلب
عملت مدرسة لسنوات عديدة
اكتب القصة القصيرة
** :كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟
مذ كنت تلميذة في الثانوي كتبت مقالات كثيرة في صحف عديدة كصحيفة الجماهير و المسيرة
ثم اتجهت لكتابة القصة القصيرة
شاركت بالعديد من الامسيات الأدبية في المراكز الثقافية و المكتبة الوطنية و الاتحاد النسائي
صدر لي
عوالم قصصية بالمشاركة عام 2000 (مجموعة قصصية)
_طفرة نسائية عام 2014(مجموعة قصصية)
_جرح الفينيق عام 2018(مجموعة قصصية) طبعت عن دار المثقف في القاهرة
** :هل واجهت اي صعوبة في مشوارك الأدبي؟
الحقيقة لا و ذلك يعود لوجود والدتي الروائية فاديا شماس بجانبي و لوجود الكثير من الأصدقاء في الوسط الأدبي مشجعين و داعمين لمشواري الادبي
** : ماهي قراءتك للمشهد الثقافي بشكل عام.
للأسف الشديد تغلبت مشاهد الأحداث السياسية والأزمات التي يمر بها وطننا العربي حالياً على ما عداها من مشاهد ومنها المشهد الثقافي بطبيعة الحال، فأصبح اهتمام القارئ – الذي يستهدفه المبدع – مشغولاً بالنجاة بنفسه والبحث عن ملاذ أمن له ولأسرته قبل البحث عن رواية أو قصة جديدة، وحال الأدباء والمبدعين ليس أفضل حالاً من حال القارئ فأصبحت الشلليلة هي المسيطرة على المشهد الثقافي، وترك الكاتب وحيداً يواجه مصيره منفرداً يواجه واقعاً حول المشهد الثقافي إلى سوق لا يرحم ومشهد لا يسر عدو ولا حبيب، وحتى نخلص المشهد من الدخلاء بعد أن أصبحت الكتابة مهنة لكثيرين لا يملكون أدواتها، بشكل لا يمنح الفرصة للمبدعين من الكتاب أن يقدموا إبداعهم المتميز بشكل يليق فمن المستحيل أن يبدع كاتب في مثل هذه الأجواء أو أن يبدع من فراغ، كما أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد زاد المشهد سوءًا حيث أصبح من السهل النقل والاقتباس بل انتشرت السرقات الدبية لأن هذه الوسائل تفتقد الرقابة والتوثيق الذي يتيح لكل كاتب أن يحتفظ بالحق في أن نسب إبداعه له، ويجب الا نتأخر كثيراً في علاج هذا المشهد الثقافي الملتبس، وهذا يتطلب توحيد الجهود في إطار عمل مؤسسي يعيد للمشهد الثقافي العربي رونقه وتميزه، نعيد به صياغة مشهد ثقافي جديد يفخر به الكاتب قبل القارئ.
– ** :لمن تقرأ ريتا برباره؟
للتنوع عندي سحر لا يقاوم، لذا فأنني لا أبالغ حين أقول انني أقرأ كلَّ ما تقع عليه عيني، فالقراءة شغفي منذ الصغر، وقد زرعت والدتي الأديبة السورية فاديا شماس هذا الشغف للقراءة منذ نعومة اظافري، فعشت وكبرت مع عوالم صنعتها برواياتها العديدة، وتعودت أن اقرأ للكل، وإن كان هذا لا يمنع أنني أميل لكتابات دوستويفسكي، ومون باسون، وأنطون تشيخوف، وجبران خليل جبران، ويوسف إدريس، وكوليت خوري، وغادة السمان، وغيرهم الكثير فنافذة فكري منفتحة على كل ما هو مبدع وجميل.
**: ما رأيك في القصة والرواية العربية وهل تعتقدين انها وصلت للعالمية.
في غالب الأحيان تعتمد القصة والرواية العربية على احاسيس ومشاعر مكررة، ويفتقد الكثير من الكتاب فكرة الولوج لعوالم جديدة أرحب وما زالوا يحصرون أنفسهم في هذا الإطار الضيق فلم يتسع الأفق للرواية العربية لأبعد من محيطها العربي، لأن الكثيرين من الكتاب قد تناسوا أن المغامرة في الكتابة تقود الكاتب لمناطق لم يصل إليها غيره، وهذا وحده قد يسهم في وصول الرواية العربية للعالمية، فالرواية العربية في حاجة للبعد اجترار الماضي، والبحث دائماً عن التجديد وبث روح جديدة منبثقة من فسحة الإبداع، تطرح فيها الأمور بزاوية أعمق، وهناك تجارب فردية تتحسس الطريق للعالمية ولكن هذا لا يكفي، وأعود لأؤكد أن وصول الرواية العربية للعالمية تحتاج عملًا مُؤسسيًّا لتصل لما هو ابعد؛ فجهود الروائي العربي الفردية وحدها لا تكفي.
***حديثينا عن كتبك وما هو جديدك؟
أنتظر قريباً صدور مجموعتي القصصية الجديدة " جرح الفينيق " وهي أول مجموعة قصصية تصدر لي عقب انتقالي للإقامة بمصر، والتي اتناول فيها الحرب السورية وويلاتها وتأثيراتها الاجتماعية وبخاصة تأثيراتها على المشاعر الإنسانية للمواطن السوري داخل وخارج سورية، كما ترصد المجموعة بعض مظاهر الفساد التي تنتشر بالمجتمع، وإن كانت هذه هي مجموعتي الأولي عقب الانتقال لمصر إلآ أنها ليست مجموعتي الأولي على الإطلاق، فسبق وأن صدرت لي مجموعة قصصية بعنوان " عوالم قصصية " كانت تجربتي الأولى المنشورة بالمشاركة مع نخبة من الكتاب والأدباء العرب، وبعدها صدرت لي مجموعتي القصصية (طفرة نسائية) والتي تناولت فيها قصص عديدة عن الحرب والإرهاب والتطرف، وأعد القارئ دائماً بالمزيد والجديد.
**أين تجد ريتا بربارة نفسها بالقصة أو الرواية؟
القصة هي الأقرب لي وأراها وسيلتي المفضلة للوصول للقارئ، وهذا لا يعني انني بعيدة عن صنوف الكتابة الإبداعية الأخرى، ولكن الحاكم عندي دفقة الإبداع التي تتملكني حين أكتب فحسبما ترد أصيغهاـ والدليل على ذلك أنني أعد لمجموعة شعرية نثرية أعبر فيها عن العديد مما نواجه ونشعر في واقعنا، وبرغم أنني على قناعة بأن الرواية تحتاج لنفس طويل فإنها ليست عني ببعيد، وأجهز نفسي للدخول لعالم الرواية الواسع قريباً.
** : ماهي ابرز المعوقات التي تواجه الكتابة الابداعية اليوم وخاصة في هذة الفترة الحرب الكونية على سوريا.
يقول ألبير كامو: " الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم "، لذا فأنني أنظر للنصف المملوء من الكوب فيما تمر به بلدي الحبيب سورية من ظروف، وأري أن أمام الأدباء السوريين فرصة ذهبية ليخرجوا من رحم هذه المعاناة والحرب الكونية التي تدار ضد سوريةـ بإبداع يحمل الجديد ليؤسس لمشروع ثقافي سوري نهضوي يعيد للرواية السورية مكانتها وتميزها، شريطة ألا يعتبروا الكتابة ترفاً يخرجوا به من واقع متقلب عاشوه طوال السنوات الماضية فالكتابة رسالة وقضية يجب أن يؤمن بها من يمارسها ليسهم في تشكيل وعي نسعي جميعاً أن يكون وعياً يعين على الإصلاح وإعادة البناء من جديد، فأمام الظرف الاستثنائي الذي تمر به سورية يصبح عدم التفرُّغ، وبحث الكاتب عن متطلباته الحياتية نوع من الرفاهية وليست عائقاً فنداء الوطن فوق أي نداء.
**: ماذا قدمت من قصص أو رواية عن الواقع الحالي عن الأزمة في سورية؟
أنا بنت لهذا الوطن الذي أثخنته الجراح وعشت وعايشت كل ما مر به من ويلات طوال السنوات الماضية، ونقلت هذا الواقع في مجموعتي القصصية الجديدة بداية من اسمها الذي يعبر عن جرح سورية النازف فأسميتها " جرح الفينيق" وبها عدد من القصص التي ترصد المعاناة والحرب وويلاتها مثل قصة " رهان قذيفتين "، و " الحق الوحيد "، و " الشارع الحزين " والجهاد في سبيل ….. "، فلست ببعيدة أبدا عن أنات وطني، وأتمني أن يكون هذا حال كل كاتب سوري مخلص لوطنه
** ما موقفك من النقد من المشهد الثقافي وهل تتقبلين النقد؟
قد تتعجب أنني حين أكتب أنسي النقد لأحلق في العوالم التي يقودني إليها قلمي بكل حرية ورحابة، حتى لا أحبس نفسي في إطار ضيق أتخوف فيه من نظرة الناقد لما اكتب، ولكنني حين يصبح العمل متاحاً للجميع، أتلهف أراء النقاد وأرصدها، لأنني من المؤمنين بأن النقد الهادف البناء هو الصديق الأمين للكاتب يرشده للأفضل ويصوب ما قد يعتري عمله من ملاحظات، واهلاً وسهلاً بكل نقد بناء لأنه يمثل لي شعاع ضوء يفتح لي الطريق ويقودني للأمام دائماً.
** : كلمة أخيرة تودين قولها.
للقارئ العزيز أقول ريتا برباره كاتبة تجتهد دائماً أن تكون صادقة مع نفسها وقلمها، ليصل صدقها لك عزيزي القارئ في محاولة مني لأن تصل المعاني التي اقصدها بعمق ومصداقية إليك، لأسهم – ولو بجهد بسيط – في صياغة عقل جمعي اتمناه منفتحاً مستنيراً نافعاً لوطنه.
وكل الشكر لموقع وجريدة نفحات القلم الالكترونية وللإستاذة الأديبة منيرة أحمد وللصديق الشاعر والإعلامي فؤاد حسن ولكم أحبتي
أجرى الحوار : فؤاد حسن حسن