(( ماعدت أعرف ان كنك ملاك ولا بشر ؟
وها الضو منك ولا من القمر ؟
بس البعرفو عنك إنو قلبك الصافي
لايمكن يجافي
وذرة حقد مافي
وقديش بتزعلي اذا شفتي
بردان أو حافي
متل الدهب انتي ومتل النبع صافي
أنتي قوية مابتنحني بوجه العاصفة
وقلبك نقي مليان حب وعاطفة
انتي السيف الملمسو ملمس حرير
قادرة تهزي الدني بإيد اليمين
وبالشمال قادرة تهزي السرير.))
زجلية تبدأ بطرح عدة تساؤلات بحس نقي شفيف، شدة الانبهار بأم عظيمة تسببت بولادة الزجلية من ذاكرة سليمان حكيم.
حين يختلط عليه الأمر مابين وضعها في خانة الإنس أو الملائكة إنما يدل على عظمة ماقامت به هذه الأم الجليلة:
( ماعدت أعرف إن كنك ملاك ولا بشر ؟).
ويعود “الحكيم”ليتساءل أيضاً عن مصدر الضوء الذي يمده بالطاقة الإيجابية:
( وها الضو منك ولا من القمر ؟).
يخرج الحكيم من دائرة السؤال ليجاوب ذاته ذاته عبر مونولوج داخلي، لكنه مسموع دالّاً ومؤكداً على قدسيتها وطهارتها:
( بس البعرفو عنك إنو قلبك الصافي
لايمكن يجافي
وذرة حقد مافي ).
ويتابع حصر المناقب الإنسانية لهذه الأم النبيلة الجليلة قائلاً:
( وقديش بتزعلي اذا شفتي
بردان أو حافي ).
يعود لتشبيهها بأغلى الأشياء لدى الإنسان”الماء والذي يرمز للحياة والطهارة، الذهب الذيهو مصدر الغنى:
(متل الدهب انتي ومتل النبع صافي).
ويسترسل في الوصف مبيناً قوتها وتماسكها وقت العواصف والمحن، لأنها صادقة ونقية:
(أنتي قوية مابتنحني بوجه العاصفة
وقلبك نقي مليان حب وعاطفة).
وختم “الحكيم” بشيئ جميل يدل على حكمة الأم من خلال تضمين زجليته بقول لنابليون بونابرت:” “الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها”، فالام هي الحياة ومنهل عطاء لاينضب.
( قادرة تهزي الدني بإيد اليمين
وبالشمال قادرة تهزي السرير)