حبذا لو كانت كمامتي مثقوبة
لأنفث سيجارتي الصينية في الهواء
هو الحل الوحيد للبقاء
أن أرعى هلعي و فزعي
دون مساعدةً من أحد
أن أنتظر في الطابور الطويل
للموت دون ملل..
حبذا لو كانت كمامتي مثقوبة
أتحدث و رذاذ الكلمات يلتصق بالمرايا
و زجاج السيارات و البالونات
و المارة في وجهي يحدقون
يقولون مجنون
نعم أنا مجنون
هذا السهم المتصاعد أمامي للمصابين
الناجين من الموت
الناجين من الحياة بالموت
المشكوك في أمرهم بين سلبية الحالة
و ايجابية المرض ..
حبذا لو كانت كمامتي مثقوبة
يشاهد فمي كرز حبيبتي المتدلي
لا يخاف قبلة منها بطعم الديتول
يسرق نكهة الليمون البكر من نهدها و لا يخاف
أن ينسى هذا الطعم ما بقيت الكمامة
تعزله عن الشهد المتخفي في فمها..
حبذا لو كانت كمامتي مثقوبة
سعالي يخرج دون أن اُتَهم بالمجون
أني أخترق حظر التجوال
و لا أشاهد الموت في كل لحظةٍ يحتال
تارةً في عطسة
و تارةً في سلامٍ
و طول الوقت في شريط الأخبار
حتى جارتي الحسناء توارت عني
و لم تعد تتسلل لتشاهدني
إنها الآن مشغولةً بالدعاء و الأبتهال…
حبذا لو كانت كمامتي مثقوبة
اترنح بين زهور الحي اشتمها
كما لم افعل من قبل.
اندمج في زهور النسيان و حدائق اللامبالاة
نحتسي أنا و رفيقي بعضاً من مشروب الغباء.
نستمر في الكوميديا السوداء
قد كان رفيقنا الثالث من باع لنا
هذه الكمامات المثقوبة
مات ثالثنا لأنه قَبَلَ جارتي الحسناء.
أحمد الأكشر