حوار منيرة أحمد – القلم
ميسون جعمور :أقدم نفسي لك كما احب أن أراك في سلوكك وعملك — الانسان يمتلك كل مقومات الادب ورسالتي التي احملها هي الاخلاق — الاخلاق السورية الاصيلة
بهذه الكلمات المتوجة باتسامة الروح النقية استقبلت الكاتبة الروائية ميسون جعمور حضور بعض الاسئلة الابتدائية لها لتكون عربون محبة وسلم مجد وانطلاق ارادته وتعمل له وتجده ماثلا امامها
• مسيرتك مع الكتابة .
• **بدأت الكتابة منذ كان عمري خمسة عشر عاماُ وكانت عبارة عن محاولات …وانتهت حينها بالحرق … نضوج القلم والتمكن من أدواته المناسبة وشعوري بأني أصبحت قادرة على الانطلاقكان عملي الروائي الأول … وكنت أؤسس منذ كتابة الرواية الأولى لعمل آخر … وهكذا كان .
• *الروائي فنان تشكيلي إلى أي المدارس الروائية تنتمي أعمالك الأدبية ؟
• **تنتمي أعمالب إلى الخط الرومانسي , لكن دائما أنتقي النهايات الجميلة لأبطالي لأنه من الجميل أن يجد الإنسان السعادة في نهاية كل معاناة , فالإنسان بطبعه دائما يحمل في قلبه أملاُ لغد مشرق وهو ما نسميه القدر , فمن الجيد أن يكون قدر الإنسان جميلاُ , قد تكتسي الأعمال بعض السوداوية لكن في نهاية المطاف تكون ألوان قوس قزح هي الطاغية , وأنا بطبعي كرسامة أحب الألون الزاهية .
• *أي الروائيين تتذكرين وأنت تنجبين روايتك ؟؟
**المشكلة وربما تكون النعمة أني لا أتذكر أحدأ رغم أني أطلعت على كم لا بأس به من الأعمال الروائية العربية والعالمية , لكني حين أكتب أكون فقط ميسون , أسافر مع شخصياتي الذين يرافقونني طيلة العمل الروائي أنام وأصحو معهم أحتسي فنجان قهوتي برفقتهم , أستمع لأحاديثهم , فلا يمكن لأي روائي وهو ينسج عمله أن يكون متصلا إلا مع شخصياته وبإحساسه هو .
• المستذئب تتكئ على الحلم … ماذا عن ذلك ..؟؟
• ** وضعت الحلم للقارئ كي تكون حادثة وسام في الرواية استرجاعاً له … لتكون المادة مرآة عاكسة للحلم
• *رسائل بيسان هي مشاريع عمل متعددة … حدثينا عنها ؟
• **تطرقت لموضوع تدريس الأولاد الذي أصبح عبئاً حقيقياً وبحاجة إلى حلول ناضجة تتكامل وتتضافر فيها جهود الجميع ( الأسرة – المدرسة – المجتمع – المربي الحقيقي المترفع عن الماديات – الدعم المعنوي والمادي للمربي )
انجرار بعض الأشخاص إلى الدجالين والوقوع في أفخاخهم كظاهرة اجتماعية لابد من رصدها والإضاءة عليها وبترها من المجتمع لأنها تستنزف ليس المال فقط وإنما الكرامات
-مساندة الشباب لتحقيق طموحاتهم في بناء حياة مستقلة بالتالي بناء أسرة متوازنة بعيداً عن هموم تأمين احتياجات تكوين أسرة
-موضوع هجرة العقول وما تسببه من ضعف للوطن في كوادره العلمية وكفاءات أبناءه التي يحتاجها الوطن وفي المجالات كافة
– الاهتمام بالإرث التاريخي الحضاري لسورية وحمايته من التعدي والسرقة فهو كنز الوطن وسجل الفخر له – ذاكرته وسيفه في وجه هجمات الإبادة للبشر والتاريخ
* نقول المرأة نصف المجتمع …. وفي العمل الأدبي ..؟؟؟؟
**أنا أحب المرآة المثقفة مثلاً جهان في رواية المستذئب : كانت مثقفة وسيدة منزل رائعة علمتها جدتها فنون الطبخ وكانت فنانة في النحت والمرآة التي نحتتها جهان ( الجسد العاري ) والتي تحمل صدعا في جسدها كانت تعبيراً عن المأساة التي عاشتها في حياتها …. فالمرأة حتى في الرواية هي عصب هذا العمل وفي الشعر المرأة هي الهاجس وأجمل الشعر هو الذي قيل في المرأة ,….. الفنان التشكيلي أغلب لوحاته كانت عن النساء بأجمل الوجوه .
• *هناك أخلاقيات وقيم تحرصين على تكريسها في رواياتك ….
• ** شخصياتي تمتلك معياراً اخلاقيا مميزا مثلاً حسام في رواية بيسان : الشاب العائد من دبي وللوهلة الأولى حين يرى أخته يشعر بإحساس غريب غير متوقع , هذا الإحساس يشعره بتأنيب الضمير وبأنه يعاني من خلل ما , لكن رغم كل هذا لم يُقدم على تصرف يخالف الأخلاق .-وسام في رواية المستذئب الذي يقوم باغتصاب جهان بعد ان صحا من حالة الهذيان تكون ردة فعله راقية تجاه المآساة وتصرفاته فيما بعد تنم عن إنسان خلوق يحمل في طياته الطيبة والشهامة
• *جديدك ؟
• ** عمل روائي قريبا سوف يتم إطلاقه وأتمنى ان ينال إعجاب القراء وهو عمل جريئ في الطرح ومختلف عن الروايتين السابقتين تدور أحداثه ما بين دمشق وباريس .
• * خطابك موجه لشريحة عمرية معينة دون سواها …؟؟
• **خطابي موجه لشريحة الشباب عماد المستقبل وركيزته الأساسية في البناء وخاصة في عصر التكنولوجيا حيث ابتعد الشباب عن الكتاب فلم يعد الصديق ,,, وإليه أتوجه فملامسة الورق تجعل الكلمة تلامس الروح …. وليس معنى كلامي تهجما أو دعوة للابتعاد عن التكنولوجيا … لكن أتمنى أن يتم استخدام تقنيات العصر بشكل مفيد واستثمار الوقت بما يزيد من طاقات الشباب الإبداعية .
• نضيف أن الروائية الجميلة الروح تكتب القصة القصيرة وهي فنانة تشكيلية مبدعة . تستضيفك ابتسامة روحها , لتعطي للحياة وجها مشرقا , تملك عزيمة الواثق …. تعمل لدخول عالمية الألق بما تنجب من أدب … وهذا ما نتمناه وننتظره …..