قبولك اسم شاعر يفرض عليك مسؤلية كبيرة
وهي أن تتخلى أولاً عن العالم المادي بكل محتوياته
وأن لاتقبل بحدود قرية أو مدينة معينة لتبرز فيها كشاعر وتتباهى على من هم أقل منك ، أو أناس بسطاء ببعض فصحى أتقنتها .
الشاعر الذي يسعى جاهداً لكسب المال من خلال بعض شعر ينظمه تملقاً ليس بشاعر
الشاعر أولاً وأخيراً إنسان يمتلك حساً مرهفاً ، يدافع عن شرف الكلمة ، يحمل رايتها ، موالٍ لها .
فالشاعر الذي لايقبل أن يتحفنا بشعره دون مقابل مادي نحن نرفضه ، ولاؤنا للكلمة الحرة المعبرة يفرض علينا رفض هذه النماذج من المستشعرين
الشعر رسالة سامية ، وليس مجرد صور نتباهى بها أمام من هم أقلّ منا معرفة بنظم الكلمات ، أو مجرد تكريم الكتروني من عدة صفحات تسعى فقط لزيادة المتابعين والنشر والتكريم دون النظر لعمق النص ، أو تصحيح الأخطاء المرفقة لهذا النص .
في الحقيقة نحن أمام مشكلة كبيرة ، وهي أنّ بعض الذين يمتلكون صيغة للتعبير وظنوا أنهم شعراء
وصار همهم أن المشاركة بأي فعالية أو نشاط إنقاص من قيمتهم إذا لم تكلل بفائدة مالية ، والبعض الذين سعوا خلف وهم التكريم الإلكتروني ، وهمهم الوحيد بروز صورهم أو بعض من نشاذ صوتهم ليقفوا وقفة الديك المغرور أمام بعض البسطاء من قراهم ومدنهم ليعوضوا عقدة النقص لديهم ، ونسوا تماماً أنّ الشاعر الحقيقي لايحدد طموحه نجم ، وسماء ،بحرٌ ، وغيم …الخ .
الشاعر الحقيقي هو من حمل رسالته على كفه ، في قلبه ، روحه ، نبضه …
من بحث عنه الناس حتى لو لم يتم نشر صورة له .
الشاعر الحقيقي هو من يقول قصائدي ومحبة الناس رصيدي .
الشاعر الحقيقي هو من يكرمه الناس بمحبتهم ، وذكره الطيب ، وليست الصفحات الإلكترونية .
الشاعرة سوزانا نجيمة