معارضة لقصيدة المتنبي (بم التعلل)
إِنَّ التَّعَلُّلَ شَامٌ أَيُّهَا الحَزَنُ
وَاَللّهِ يَا شَامُ أَنْتِ الْأُمُّ و الأَضَنُ
الشَّامُ مَا الشَّامُ إلَّا فِي مَدَامِعِنَا
بالْقَلْبِ تَسْكُنُنَا كَمَا بِهَا السَّكَنُ
أُودَعْتُ قَلْبِي حِجَارَاً فِي أَزِقَّتِهَا
وَ الرُّوحُ راجِمَةٌ يُحْمَى بِهَا الوَطَنُ
اليَاسَمِينُ دَمِي وَ الشِّرْيَانُ أَفْرُعُهُ
و الْحُبُّ فِي كَلِمَاتِي كُلُّهُ رَزَنُ
إِنِّي لَفَانُوسُ كَازٍ فِي شَوَارِعِهَا
أُذِيبُ نَفْسِي لتضوى مِنْْ دَمِي الْمُدُنُ
عِشْنَا الْغَرَامَ دِمَشْقَاً مُذْ وِلَادَتِنَا
شِخْنَا وَذَاكَ الْهَوَى مَا جَالَهُ وَهَنُ
كَانَ الأَمَانُ بِذِي الحَارَاتِ مُنْبَثِقَاً
فِي اللَّيْلِ بَدْرٌ مُضِيْءٌ كُلُّهُ أَمَنُ
لَكِنْ أَتَانَا جُيُوشٌ مِنْ بَنِي نِفْطٍ
مِثْلُ الكِلَابِ إِذَا مَا فُكَّتِ الرُسُنُ
رَأَوْا تَمَاسُكَ أَيْدِينَا بِوَحْدَتِنَا
دِيْنًا وَحِيدَاً إِذَا مَا زَادَتِ الفِتَنُ
قَامُوا بِأَعْمَالِ تَخْرِيبٍ و تَفْرِقَة
بِالدِيْنِ وَالدِّينُ مَا فِي جَيْدِه سُنَنُ
هَدُّوْا المَسَاجِدَ و الْأَنْوَارُ مُطْفَأَةٌ
وَالأَرْضُ نَاحَتْ لِوَرْدِ الأيك إِذْ طَعَنُوا
وَاسْتَبْدَلُوا الشَّيْخَ نَارَاً مِنْ قَذَارَتِهِم
وَ أَطْلَقُوا الخُبْثَ شَيْخَاً قَصْدُهُ الدَّرَنُ
وَ الآه صَارَتْ إمَامَاً فِي مَآَذِنِنَا
آَهٍ مِن َ الآه فِيهَا لِلْعِدَى لَحَنُ
اللَّيْلُ مَا اللَّيْلُ لَوْلَا خَوْفُ ظُلْمَتِهِ
وَ البَدْرُ مَا الْبَدْرُ لَوْلَا فِيهِ نَأْتَمِنُ
البَدْرُ أَنْتِ دِمَشْقٌ في ْ سَوَادِهُمُ
وَفيْ حَلَاكٍ َ ففِيكِ الأَمْنُ وَ السَّكِنُ
أَهْلُ الشَّآمِ رِجَالٌ مِنْ طُفُولَتِهِمْ
تَارِيخُهُم وَقِرٌ يَحْكِي بِهِ الزَّمَنُ
عَاشُوا يَدَاً بِيَدٍ فِي كُلِّ مُمْتَحَنٍ
فَالشَّامُ تَجْمَعُهُمْ مَا تَنْفَعُ الْمِحَنُ
تُشْفَى الجُرُوحُ لِذِكْرِ الشَّامِ بَلْسَمِنَا
هِيَ الطَّبِيبُ نَأَى مِنْ حُبِّهَا الشَّجَنُ
إِنِّي أُحِبُّ و َ هَذَا الحُبُّ يَلْفَحُنِي
مِثْلُ الغَضَى عِنْدَهُ لَا يُرْحَمُ الغُصُنُ
إِنِّي أُحِبُّ و حُبِّي طَاوَلَ الْمُزُنَ
لِذِي السَّمَاء الَّتِي مِنْ غَيْمِهَا القُطْنُ
عبدالرحمن_دنيا