لن أخرق قوانين الشعر
ولن أخلع ثوب الحيرة عن مخيلتي غداً
لربما صادفني الحظ مسرعاً في إحدى نزالات اللقاء الخاطفة
واخذ عني عناء الهجرة إلى اشياء
تشبه قداسة صورة والدي المعلقة على جدار الغياب
و ثوب أمي الموشوم بحبات الكرز و المركون جانباً في خزانة الوقار
وإلى ذاك الحين
لن اخاف على قصيدتي
إن جف مدادها أو أنكفأ
عن مزاولة افعاله السرية
كما تفعل جنيات الأيام
فهي لاتعير اهتماماً
لمن يقف على حاء الحياد توسطا
ربما امتصت نسغ الرجاحة من عقولنا
وصارت ألف باء الحياة
ولن اساوم العرافات
و قارئات الطالع
بأن يرمين بظنونهن الماكرات
على رقعة صغيرة
لا تتجاوز سنتيمترات مربعة
من كوب قهوة
حلو المذاق
شاسع الخيبة
فقد شقت عصا السحر
نظرية تدفق المشاعر و الأشواق
في العروق والأوصال
وأصبحت تتسكع في دروبنا بلا خجل ولا اتزان
لن ارشي مراكب الوقت
الطاعنة بالهمز و اللمز
ان تسافر بحلمي
إلى جزيزة غير مأهولة بالضياع
فسرعة الحلم لا تتناسب
مع العد العكسي لأزمنة الخواء
و تسارع النبضات لا يتساوى
مع أمكنة الحياء
فقد خانني ياصديقي
اللاشيء و اللا انتظار
اللا غفران و اللا اعتراف
اللا تسامح و اللا اكتراث
و بت مع كل طالع جديد للخراب
اخرج من بؤبؤ صغير
لعين الفراغ و لا أجدني
اقف بكل صيرورتي
عند طوابير الصمت ولا أجدني
اقرأ جديد العالم المتعدد المشارب
أرثي هذا الغموض الأزلي
لبعض العناوين الرتيبة
المصابة بفوضى السعال الجاف
و أيضاً لا أجدني ..!!!
.
.
أمد يدي من نافذة الانقشاع
احمل قلبي بعيداً لئلا يسقط
و اعود من جديد
إلى خاصرة الحرف الرحيم
سنبلة ترش دقيق حضورها
على موائد الوصايا العشر
لئلا تنكرها الخطيئة
.
.
غيرّت اسمي و عنواني
و مكان اغترابي و منفاي
أبدو اكبر من قصائدي
بهزيمتين و قارورة عطر
ينساني الأمس و تلبسني اللحظة
وصرت كزهرة القرنفل البرية
فواحة بهية
و لكن
عاطلة عن التودد لأحد
بسبب تباعد أمواج المشاعر والأنواء …!!!
على مايبدو لست جريئة بما يكفي
لأن اخاصر افعال الحب مجدداً
بقصيدة عشق نحيلة القد
فأنا ما زلت أعاني
أزمة عتب خانقة الصدى
.
أقول لك شيئاً
لا تكترث لما أهذي
فمن قلبي تنمو زهرة أقحوان
و من دفاتري تلوّح مواسم العشاق
/ حنان عبد اللطيف
