من أحياء الطبيعة, حيوانات سورية الموطن

اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- أصدقائي… هذا المقال كان جاهزا للنشر عشية حدوث فاجعة الحرائق… واليوم وجدت من الضرورة نشره… آملا أن لا تكون قد تأذت بشكل كبير بفعل الكارثة مجتمعات بعض الحيوانات السورية الموجودة في غابات ساحلنا الغالي.
*- أصدقائي…
– خلال مسيرتي الدراسية والمهنية دخلت عالم التصنيف النباتي عن قرب نظرا لوروده في المقررات المطلوبة لنيل درجة الماجستير…لأعود وأهتم بهذا العلم لاحقا بعد نيلي درجة الدكتوراه وانطلاقي في مسيرتي المهنية التعليمية الجامعية…
– وبعد أن توفر هذا الفضاء الالكتروني السخي واللا محدود عدت لأهتم بهذا العلم كهواية…
– وأثناء ممارسة هوايتي في التعرف أكثر على عناصر المملكة النباتية الرائعة… بحثت عن النباتات التي تنتمي الى سورية كموطن أصلي وتحمل عالميا باللغة اللاتينية اسمها Syriacus, Syriacum, Syriaca أو اسم مدينة (دمشق Damscena, حلب Halepencis,) أو نهر (الفرات Euphratica) في تصنيفها العلمي العالمي للتعريف بخصائصها,
– عثرت على العديد من النباتات… نشرت عن 25 منها أكثر من مقال على صفحتي العلمية العامة بدءا من العام 2013, وكان آخر مقال لي بعنوان :” من كنوز الطبيعة, نباتات هويتها سورية”, والمقال يحمل الرقم 430, ونشرته بتاريخ 30/06/2018و وقد وعدت فيه أن أنشر لاحقا عن الحيوانات السورية الموطن والتسمية.
– وانتقل اهتمامي الى علم التصنيف الحيواني… بغية البحث عن حيوانات موطنها سورية وتحمل اسم سورية في تصنيفها العلمي العالمي.
– وجدت خلال بحثي العديد من الحيوانات والطيور السورية… نشرت عنها مقالات عدة, أيضا في صفحتي العلمية العامة بين عامي 2013 و2014, منها عن النسر السوري, الدب السوري, النمر السوري, نقار الخشب السوري, الهمستر (القداد) السوري, الضفدع السوري, الزقزاق الأنيس السوري و أبو منجل الأصلع الشمالي السوري.

*- من أحياء الطبيعة, حيوانات سورية الموطن والتعريف :
1- النسر السوري :
– الاسم ليس تسمية وصفية لطائر جارح, انه اسم أقدم أنواع النسور المعروفة في العالم, كما أثبت ذلك علماء الطبيعة. ويطلق عليه أيضا اسم النسر الإمبراطوري الشرقي وأيضا ملك العقبان.
– من سورية… انطلق النسر شعارا للأوطان… فعبر التاريخ وبعد سورية بقرون عديدة جدا, استخدمت العديد من دول العالم النسر كرمز من رموز علمها… ومنها أمريكا واسبانيا والمكسيك وألبانيا والنمسا وألمانيا وبولونيا وغيرها.
– أحاط السوريون هذا الطائر بهالة من المفاخر في أساطيرهم القديمة وبقي إلى اليوم رمزا لبلدهم فكان بالنسبة لهم رمزا للقوة والشجاعة والإقدام.
– أدت التنقيبات في الجرف الأحمر بشمال سورية الى العثور على منحوتة للنسر السوري تعود الى 10.000 عام, كما تم الكشف عن منحوتات أخرى للنسر السوري خلال أعمال التنقيب الأثري أمام باب مغارة في موقع جبل البلعاس في البادية السورية ليثبت علمياً وتاريخياً أن سورية هي المنطلق الأول لمنحوتة طائر النسر وليؤكد هذا الشعار المكتشف على أرض سورية أنه يسبق أي شعار في العالم بـ 5 آلاف سنة.
– أغلب مقتنيات وآثار المتاحف الوطنية في سورية ترتبط بـ”النسر السوري” وهي تعود على سبيل المثال لا الحصر الى ممالك ماري وايبلا وتدمر والنسر في جميعها يحمل ذات الشكل والسمات.
– وضعه السوريون كأجدادهم القدامى على نقودهم المعدنية حتى يومنا هذا، وتزينت به المباني الرسمية. كما تزينت به القبعة الرسمية لضباط الجيش السوري وليدخل في عداد الرتب العسكرية للضباط من رتبة رائد فما فوق.

2- الدب البني السوري Ursus arctos syriacus
– هو أصغر سلالات الدببة البنية, وتمت مشاهدته في جبال القلمون بسورية وأيضا في تركيا و لبنان وإيران والعراق.
– توجد سلالة نقية منه في حديقة حيوان هنري دو لوناريه Henri de Lunaret بمدينة مونبلييه في جنوب فرنسا.

3- نقار الخشب السوري Dendrocopos syriacus و البسبوس (النعار) السوري Serinus syriacus
– بينت الدراسات أن /386/ نوعا من الطيور يعيش أو يحط أو يعبر سورية خلال هجراته, منها طيور “القبرة”, “الباز”, “الكروان”, “السمان”, “الشاهين” وغيرها…. .
آ- نقار الخشب السوري Syrian Woodpecker
– – بعيش في الغابات الصنوبرية والسنديانية منها على وجه الخصوص. صرخته (tchrrr) بسيطة تتسارع وتتغير عند الهيجان (tchré-tchré-tchré) وفي مرحلة أسرع (GIP-GIP-GIP) وما بين صرخة وأخرى /0.8-1.2/ ثانية.
– منقاره طويل مستقيم يشبه المقص الى حد ما عند فتحه.
– بالمناسبة, من منكم لا يتذكر أفلام الكرتون “نقار الخشبWoodpecker Woody”التي اشتهرت بين الثمانينات والتسعينات.
ب- البسبوس (النعار) السوري, طائر مغرد, يتغذى على الحبوب و البذور بشكل أساسي و يغزل أعشاشه بإتقان.
– يعيش بين أشجار البلوط والصنوبر وكذلك الحقول والبساتين ودائماً يتواجد بالقرب من مصادر المياه.
– هذا الطائر مهدد بالانقراض نتيجة تقليص موائله بسبب النشاط البشري وتقدر أعداده بأقل من /5000/ طائر.

4- النمر السوري :
– يوصف بالنمر المسالم, وهو كبير الحجم, لا يهاجم البشر, إذ عند مصادفته يقف جاثما دون حراك ينظر الى عينيك مهما طال الوقت, ولو ملت بنظرك عنه ولو لثانية واحدة, لتجده وقد اختفى.
– كان موجودا في جبالنا الساحلية وبكثرة (خاصة في غابتي الشوح والأرز) حتى /50/ سنة مضت.
– تمت رؤيته قرب قرية جديدة شمال شرق طرطوس منذ /30/ عاما.
– منذ /15/ عاما, شاهده أحدهم في منطقة مقامات بني هاشم شرق جبلة.
– منذ /7/ سنوات شوهد خنزير بري منهوش ومعلق على جذع شجرة بارتفاع /2/ متر في غابات شرق اللاذقية بمنطقة النهر الكبير الشمالي, وهذا أمر لا يقوم به إلا هذا الحيوان.
– يعتقد أن أبرز أسباب الانحسار الكبير لوجوده هو استخدام رعاة الماعز للسموم التي لا طعم ولا رائحة لها, وذلك عبر إضافة هذه السموم لقطع من اللحوم بهدف حماية مواشيهم من اعتداءاته.
– وحرصا على عدم كون المعلومات المتداولة, عبارة عن قصص تسالي مسائية في القرى والأرياف ومشكوك بصحتها. بحثت في مواقع المراجع التي تنشر دراسات عن مشاهدات الزوار والغزاة والرحالة الذين عبروا بلدنا عبر تاريخه, فوجدت مقالتين مزودتين بالخرائط والصور نشرهما الباحث “تييري بوكيه Thierry Buquet” تباعا بتاريخ 2011/06/27 وبتاريخ 2012/02/07, وقد جاء فيهما أن الوثاق التاريخية وقصص الصيد تبين أنه كان للأسود انتشارا أكبر في شمال وغرب سورية ضمن مثلث “شيزر- انطاكية- اللاذقية” وامتدادا على سواحل بلاد الشام حتى عسقلان, بينما النمور تواجدت في المناطق الداخلية من بلاد الشام. وتواجد النمر في الساحل السوري بشكل خاص بين منطقتي “انطاكية وصلنفه” ولكن انتشاره الواسع كان في البادية, في “منطقة السماوة” الى الغرب من نهر الفرات.

5- الهمستر (القداد) السوري Syrian hamster والضفدع السوري Pelobates syriacus:
– أول من عثر على الهمستر في سورية, عالم الحيوان البريطاني جورج روبرت ووترهاوس عام /1839/, وجلده معروض في المتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي.
– اكتشفت لأول مرة مجموعة منه مؤلفة من أب وأم و/12/ مولودا عام /1930/ في حلب.
– أثبتت دراسات الحمض النووي أن جميع حيوانات الهمستر السوري الموجودة في أمريكا منحدرة من أنثى واحدة وهي تلك التي عثر عليها عام /1930/.
– أعتقد لفترة أنه انقرض في موطنه ولكن في عام /1997/ اكتشفت في سورية مجموعة برية منه مؤلفة من /19/ فردا, فشكلت نواة لبرنامج تربية في الأقفاص بألمانيا.
– يسمى أيضا : الهمستر الذهبي, كون لونه بنيا ذهبيا (بلون البراري) مع لطخات من الأسود على الخدود والظهر… وتم تأليف كتاب عنه تحت عنوان “الهمستر الذهبي السوري “Hamsters dorés de Syrie” ونشر عام 1970.

6- الزقزاق الأنيس السوري Sociable Ploverو أبو منجل الأصلع الشمالي السوري :
آ- قبيل اكتشاف أعدادا من الزقزاق في سورية, قدرت جهات دولية بأن عدد ما يمكن أن يكون قد بقي من هذا الطير في العالم يتراوح بين /400/ الى /1500/ فردا.
– في عام /2007/, اكتشفت بعثة سورية – هولندية في سهول الشمال السوري أكثر من /1200/ فردا منه في يوم واحد, بالإضافة الى أكثر من /1500/ طير آخر خلال رحلة الاستكشاف.
– صرح عالم الطيور الهولندي “رمكو هوفلاند “الذي قاد فريق مراقبي الطيور السورية – الهولندية : “هذا الاكتشاف بمثابة الحلم لأي عالم طيور لان هذا الطير يعتبر واحدا من أندر الطيور على الأرض”.
ب- يعرف علماء الآثار أبو منجل الأصلع الشمالي السوري بشكل جيد، فتماثيله ومومياءاته المحنطة موجودة في قبور الفراعنة الذين كانوا يجلونه، ونقوشه تنتشر على جدران المعابد المصرية وكانوا قد خصصوا له حرفاً هيروغليفية.
– ظل يشاهد الآلاف من هذا الطير في سورية حتى مطلع القرن /20/, ثم انخفضت أعداده لدرجة اعتبر فيها أنه من الطيور المقرضة وتم تصنيفه من الطيور المنقرضة عام /2000/.
*- المفاجأة كانت عام /2002/ عندما تم اكتشاف تجمعا مؤلفا من /7/ أفراد منه في محمية “التليلة” قرب مدينة تدمر عبر بعثة سورية – ايطالية.
*- المجلس العالمي لحماية الطيور البرية/BIRDLIFE/ اعتبر ذلك أهم اكتشاف يتعلق بالطيور في منطقة الشرق الأوسط على مدى أكثر من /40/ عاماً, وخاصة أن هذا الطير يعتبر من الطيور التي ما تزال غير مستأنسة وبالتالي تحافظ على سلوكها الطبيعي وتعرف طريق هجرتها.
لا يتوفر وصف للصورة.