جبال الشوح
(حرائق الغابات)
ثكلى جبال الشوح والزيتونِ
كحّلتُ من لونِ السوادِ جفوني
تبكي ربُوعكِ حين تخلع ثوبٓها
يندى الجبينُ لدمعةِ المحزونِ
رئٓةُ البلادِ توقّفت أنفاسُها
يا ليتها شربتْ دموعٓ عيوني
لم تعزف الأطيارُ لحن غنائها
ناحت وزاد نحيبُها لشجوني
سالت دموعُ العندليب تحسّراً
وبكى اليمامُ وطائر الحسونِ
هبّت رياحُ الحزن تعتصرُ الأسى
أصبحتُ أجترّ المرارٓ دعوني
من جذوةِ النيران تستعرُ اللظى
فبكت عيونُ الأرزِ والليمونِ
شُلت أيادي الفاسدين وما جنت
فلتُقطعي بالصارمِ المسنونِ
رعف اليراعُ مدادهُ بغزارةٍ
فبدأتُ نظمٓ الشعرٍ بالموزونِ
نضحت قوافي الشعرِ غيثاً إذ همى
فاضت ينابيعُ الوفا المدفونِ
وطني بِحُبِكٓ قد ملكت جوارحي
باحٓ اللسانُ بعشقكٓ المكنونِ
بشهادةِ الميلادِ بصمةُ والدي
لفداءِ أرضكٓ إنهم نذروني
مناهل عبد الله حسن