في الكوكب الأزرق
يلتهمك الأزرق بمرح!
يطعمك كصياد سمك
اعتقد أنه اصطاد أكبر سمكة
قبل أن تبتلعه موجة غادرة!
او تصطاده إحدى الآلهة!
….
لاتنتمي إلى الأزرق،
رغم أنه لفظك ذات “تطور”
لكن على عادة البحر،
وقت يطرح بنات رحمه المالح
على صخوره،
ويتركها تتعفّن بلا مبالاة!!
….
لاتتسع لك الأوطان،
مهما بالغت في
رسم طفولة زاهيةٍ لها،
فالعاهرة العجوز
لاتغطيها المساحيق،
تكتفي أن تقودك إلى بناتها،
اللواتي يهربن في الفجر،
أو لدى إفلاسك!
….
أن تجدَ لكَ موطئ قلب،
في حريقٍ مستعر،
معجزةٌ لم يدّعِها نبيٌّ يوماً.
ينام قلبك في المساحة الصغيرة الناجية،
كقطّةٍ مرتعشة
وجدت لها متّسعاً خانقاً
بين الأكياس.
….
“هل أنت سعيدٌ”
سؤالٌ بغباء مذيعةٍ تسأل فارّاً
“ماشعورك”؟
ويجيبها متحذلق بعجز بيت
“وهل للحمير شعور”!
….
“أريدك مكان دمي”
جملةٌ لاتحتمل أكثر من
حياةٍ أو موت،
تختصر الأنانيّة كلّها،
تبدّد آخر الإيمان بأنّ “القادم أجمل”،
يقف الزمن مرّتين،
آن تصلُ سرعة الضوء،
وآن أرفض سواك.
….
“الكآبة وطنٌ نستحقّ الموت لأجله”
عاصمةٌ سوداء عتيدة،
تضمّنا رغم أنها الهباء،
تحتوينا رغم أنها الخواء،
تحرقنا ونضحكُ أنَّا رماد!
….
“كيف لي اختصار كلّ عينيك”؟
سأحاول!
فمثلاً أن أقول جسدك محيطٌ فضيّ
وعيناكِ فنارتان؟
أم أحيا على مقربةٍ من حضنكِ،
وفي غيابكِ عيناكِ مشنقتان؟
…
أعلّق الأسماء على المدى
وأحسنُ التصويب،
لذا يتبلّل الغسق بالأحمر.
وحده اسمكِ من يعاكسني،
يضع حدّا لربوبيّتي،
إلا أنّي،
كانتحاريٍّ دؤوب،
أرديكِ،
وأعود ملطّخاً بالأزرق،
تضحك لي السّماء
في المعابد،
وتُستجاب صلواتي،
ويزداد مريدوني،
وأكتنز المال،
وأعلو المنابر،
لكن إذا “شققتم على قلبي”
سَترَونَ حصاة.
شادي عمار
بانياس
18/10/2020